خلال مشاركته في أمسية غرفة تجارة وصناعة عمان
الدكتور عبدالعزيز الهنائي: برامج التمويل متنوعة وعلينا الاستفادة من التجارب العالمية
أكد الدكتور عبدالعزيز بن محمد الهنائي الرئيس التنفيذي لبنك التنمية العماني على أن السلطنة يتوفر بها أنواع متنوعة من التمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر منها ما هو حكومي كبنك التنمية العماني وصندوق الرفد أو شبه حكومي "أي بالشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص" كبرنامج شراكة وصندوق تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وجميعهما تقدم قروض مدعومة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهناك برامج تمويل تجارية تقدمها المصارف الخاصة بأنواعها التقليدية أو تلك التي تقدم قروض متوافقة مع الشريعة الإسلامية وهذه كلها متعلقة بأدوات الدين وتستلزم السداد.
وأضاف الدكتور عبدالعزيز الهنائي خلال مشاركته في أمسية بعنوان "دليلي نحو التعافي والاستدامة 1" التي نظمتها غرفة تجارة وصناعة عمان أن هناك أدوات تمويل أخرى متعلقة بالإبتكار والتكنلوجيا كالصنوق العماني للتكنلوجيا والشركة العمانية للابتكار، والتي تمول المشاريع العاملة في مجالها وذلك عبر المشاركة في حصة المشروع الممول، موضحا أن هذا النوع من التمويل سيخلق فرصا جديدة في السوق العمانية.
وأضاف الدكتور عبدالعزيز الهنائي أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بإمكانها أن تستفيد من فرص التمويل المتاحة مطالبا في الوقت نفسه إلى توجه هذه المؤسسات إلى البحث عن فرص تمويل أخرى كالدخول في شراكات مع مستثمرين آخرين أو بيع جزء من حصة المشروع للحصول على سيولة كافية تمكن المؤسسة من الاستمرار في أعمالها في ظل الظروف الراهنة، والتمكن من تطوير أعمالها بما يتوافق مع متطلبات المرحلة وتوجهات الأسواق العالمية.
وأشار الدكتور الهنائي أن عددا من دول الجوار توجد لديها منصات لتداول حصص المشاريع الراغبة في بيع حصصا منها لمستثمرين آخرين مشيرا إلى أن ذلك يمكن تطبيقه في السلطنة لفتح فرص ونوافذ تمويلية أخرى أمام المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وبين الدكتور عبدالعزيز الهنائي أن من بين الادوات التمويلية المطلوبة في المرحلة المقبلة هي صناديق رأس المال الجريء أو المخاطر والتي عادة تمول المشاريع ذات المخاطرة العالية ويتوقع لها تحقيق نجاحات كبيرة في حالة تمكنها من الاستمرارية والوصول إلى الأسواق المستهدفة، بالإضافة إلى إمكانية إدراج أسهم بعض الشركات المتوسطة والتي تمكنت من توسعة أنشطتها في سوق المال للاستفادة من الأدوات التمويلية في السوق كطرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام.
وحول برنامج القروض الطارئة بدون فوائد لمساعدة بعض الفئات الأكثر تضررا من رواد ورائدات الأعمال وخاصة الحاصلين على بطاقة ريادة و المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والعاملين لحسابهم الخاص، وكذلك المستفيدين من قروض بنك التنمية العماني وصندوق الرفد والذي أتى اعتماده بأوامر من جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه – قال الدكتور عبدالعزيز الهنائي أن البرنامج تم تخصيصه للمشاريع المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر الأكثر تضررا من آثار الجائحة وهو أحدى وسائل المساعدة لتلك المشاريع لاستمرار أعمالها مبينا ان هناك طرق معالجة أخرى يجب أن يلجأ إليها أصحاب المشاريع وهي تقليص المصاريف التشغيلية وتغيير طريقة الإدارة لتلك المشاريع والاعتماد على وسائل التقنية الحديثة في التسويق، مؤكدا على ضرورة أن يعي أصحاب المشاريع أن قطاع الأعمال بعد جائحة كورونا كوفيد 19 ليس كما قبل الجائحة، مما يستدعي التأقلم مع المتغيرات العالمية الجديدة.
وحول المبالغ المرصودة وتحديد سقف إقراضي بثلاثة آلاف ريال قال الدتور عبدالعزيز بن محمد الهنائي أن البنك يعمل على استفادة اكبر شريحة ممكنة من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة الاكثر تضررا موضحا أن رأس مال بعض هذه المشاريع في حدود 5 آلاف ريال عماني وبالتالي مبلغ 3 آلاف ريال يعد جيدا لهم لمواصلة أعمالها والتخفيف من آثار الجائحة عليها مؤكدا على ان البنك يقدر الضرر الواقع على جميع المؤسسات ولكن في الوقت نفسه هناك ظروف اقتصادية محلية وعالمية لها انعكاسات كبيرة على أوضاع الحكومة المالية والاقتصادية وقدراتها في دعم المشاريع المتضررة، وبالرغم من ذلك تعمل الحكومة جاهدة على مساعدة المؤسسات المتضررة بوسائل مختلفة ويعد برنامج القروض الطارئة أحد تلك البرامج وليس آخرها.
وحول الضمانات المطلوبة أكد الدكتور عبدالعزيز الهنائي أن الضمانات المطلوبة هي في حدودها الدنيا موضحا أن بنك التنمية العماني يخضع للنظام المصرفي العماني ويعمل وفق الضوابط العالمية المعمول بها في هذا الشأن والتي تفرض بعض الممارسات عند تقديم القروض مؤكدا في الوقت نفسه على أن بنك التنمية العماني عمل في الفترة الماضية على إعطاء تسهيلات أكبر للمستفيدين من خدماته إلى جانب تلك التي كان يقدمها سابقا، وذلك عبر التشاور الدائم واللقاءات المتواصله مع البنك المركزي العماني والذي بدوره منح البنوك العاملة في السلطنة بعض التسهيلات والمرونة للتعامل مع الأوضاع الحالية.
وأشار الدكتورعبدالعزيز الهنائي أن عمل بنك التنمية العماني تحت منظومة القطاع المصرفي في السلطنة ساعده في المحافظة على استمراريته وتقديم خدمات مصرفية متميزة لأصحاب المشاريع التنموية، موضحا أن بنك التنمية العماني بدء برأس مال 30 مليون ريال عماني عند بداية تاسيسه في عام 1977، وعملت الحكومة على زيادة رأس ماله إلى 100 مليون ريال في عام 2006.
وأضاف الهنائي أن محفظة القروض في بنك التنمية العماني تصل إلى 180 مليون ريال عماني وتجاوز موجودات البنك 200 مليون ريال عماني مؤكدا على أن عمل البنك تحت النظام المصرفي ساعده في المحافظة على محفظته المالية.
وحول آلية زيادة فرص القيمة المضافة في الاقتصاد الوطني قال الدكتور عبدالعزيز بن محمد الهنائي الرئيس التنفيذي لبنك التنمية العماني أن قطاع الأعمال العماني شهد مؤخرا بوادر تنظيمية جيدة تمثلت في إصدار بعض القوانين المنظمة للسوق كما تم مؤخرا توحيد إدارة الشركات الحكومية تحت مظلة جهاز الاستثمار العماني والذي بدوره سيعزز من تكاملية اهذه الشركات وتعزيز دورها في تنمية الاقتصاد المحلي.
وأضاف الدكتور عبدالعزيز الهنائي أن القطاع الخاص العماني يجب أن يتمتع بالتكاملية وعلى الجهات المختصة أن تثبت دور أكبر في سبيل تحقيق ذلك، ومتابعة تنفيذ القوانين والقرارات المتعلقة بتحقيق القيمة المحلية المضافة في الاقتصاد الوطني كقرار تخصيص 10% من المناقصات وأوامر الشراء الحكومية لصالح المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وبين الدكتور عبدالعزيز أن الشركات الكبيرة عليها أن تشارك المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في أعمالها وفقا للنسبة المحدد مضيفا أنه في الوقت نفسه أن الشركات الكبيرة تطالب هي الأخرى باستلام مستحقاتها من الحكومة والجهات الأخرى المتعاقدة معها حتى تتمكن من تسلم الشركات الصغيرة والمتوسطة مستحقاتها وإسناد بعض الأعمال لها.
وأشاد الدكتور عبدالعزيز بتجربة شركة تنمية نفط عمان في تعزيز مستوى القيمة المحلية المضافة في القطاعات التي تشرف عليها موضحا إنها تجربة محلية رائدة يمكن تعميمها على القطاعات الاقتصادية الاخرى بالإضافة إلى الاستفادة من التجارب العالمية المعمول بها في هذا الشأن.
وأوضح الدكتور عبدالعزيز الهنائي أن بنك التنمية العماني يأمل بأن يضطلع بدورا اكبر في تمويل المشاريع ذات القيمة المضافة بمختلف مستوياتها الكبيرة والمتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر سواء تلك الموجودة في محافظة مسقط أو الفرص الموجودة في المحافظات الأخرى، خاصة مع توجه الحكومة نحو مشاريع الشراكة مع القطاع الخاص إضافة إلى خصصة بعض الشركات والمشاريع الحكومية.